لماذا يضخم عقلك كل شيء؟… الحقيقة التي لا يخبرك بها أحد عن ردود الفعل العاطفية

لماذا يضخم عقلك كل شيء؟… الحقيقة التي لا يخبرك بها أحد عن ردود الفعل العاطفية

العقل خلف السلوك

إنذار الحريق الكاذب في رأسك

هل تساءلت يومًا لماذا تتسارع نبضات قلبك وتشعر بضيق في التنفس لمجرد أن مديرك أرسل لك رسالة غامضة تقول "نحتاج للتحدث"؟ أو لماذا يتحول نقاش بسيط مع شريك حياتك حول فاتورة الكهرباء إلى معركة وجودية تشعر فيها أن العلاقة كلها تنهار؟

لماذا يبالغ العقل في رد الفعل؟ شرح علمي مبسط للعواطف والانفعالات
لماذا يبالغ العقل في رد الفعل؟ شرح علمي مبسط للعواطف والانفعالات

 في تلك اللحظات كما توضح مدونة رحلة1، يبدو الخطر حقيقيًا وكبيرًا وداهمًا، ولكن بمجرد أن تهدأ العاصفة، تكتشف أن المدير كان يريد استشارتك في مشروع جديد، وأن الفاتورة كانت مجرد خطأ بسيط.

 وهنا نصل للنقطة الأهم…

تخيّل أنك تعيش في منزل مجهز بأحدث أجهزة إنذار الحريق، ولكن هذا الجهاز حساس لدرجة أنه يطلق صافرات الإنذار المرعبة ويقوم برش الماء في كل الغرف لمجرد أنك أشعلت عود ثقاب لتضيء شمعة!

هذا بالضبط ما يفعله عقلك معك يوميًا.

 أنت تمتلك "نظام حماية" قديمًا جدًا، صُمم للتعامل مع الأسود والنمور في الغابات، ولكنه الآن يعمل في مكاتب مكيفة وبيوت آمنة، فيعامل الإيميل المزعج معاملة الأسد المفترس، ويعامل النقد البسيط معاملة الطعنة القاتلة.

وهنا نصل للنقطة الأهم…

الحقيقة أن المبالغة في رد الفعل ليست دليلاً على "جنونك" أو "ضعف شخصيتك"، بل هي آلية بيولوجية ونفسية معقدة تحاول -بشكل خاطئ- حمايتك.

 المشكلة تكمن في أن هذه المبالغة تكلفنا الكثير: نخسر صفقات تجارية، ندمر علاقات قريبة، ونعيش في حالة استنزاف طاقي مستمر.

 في هذا المقال المطول، سنقوم برحلة داخل أروقة عقلك لنفهم "لماذا" يحدث هذا، وكيف يمكنك إعادة ضبط حساسية هذا الجهاز، لتتحول من "ريشة" في مهب الريح الانفعالية، إلى "جبل" راسخ يدير مشاعره بذكاء وحكمة.

 وهنا نصل للنقطة الأهم…

أ/ الاستراتيجية: فهم "اللوزة الدماغية" وسرقة العقل

الحقيقة أن القصة تبدأ من قطعة صغيرة في دماغك بحجم حبة اللوز تسمى "اللوزة الدماغية"  (Amygdala) .
 هذه القطعة هي الحارس الأمني لعقلك، ووظيفتها الوحيدة هي: إبقاؤك على قيد الحياة.

 عندما تواجه موقفًا غامضًا أو ضاغطًا، لا تنتظر اللوزة تحليل المنطق، بل تعلن حالة الطوارئ فورًا.

 ما يحدث بيولوجيًا يسمى "اختطاف اللوزة" (Amygdala Hijack)، حيث يتم قطع الاتصال عن "قشرة الفص الجبهي" (مسؤولة عن المنطق والتفكير العقلاني) وتحويل الدم والطاقة للعضلات للاستعداد للقتال أو الهروب.

ولهذا السبب، من المستحيل تقريبًا أن تفكر بمنطقية وأنت غاضب جدًا؛

 لأن الجزء المسؤول عن المنطق في دماغك "خارج الخدمة" مؤقتًا.

 وهنا نصل للنقطة الأهم…

لنتأمل مثالًا لرجل أعمال في الرياض، واجه تأخيرًا بسيطًا في توريد بضاعة لمشروعه.

 عقله المنطقي يعرف أن التأخير يومين لن يقتل المشروع.

 لكن عقله العاطفي (اللوزة) فسر التأخير كـ "تهديد للمكانة" و"فشل محتمل".

 النتيجة؟

صراخ في الموظفين، قرارات متسرعة بإلغاء عقود، وتوتر منزلي.

 هو لم يبالغ لأنه يريد ذلك، بل لأن عقله قام بـ المبالغة في رد الفعل كاستجابة لتهديد وهمي يرتبط بقيمته الذاتية.

لقد تحول "حدث خارجي بسيط" إلى "أزمة داخلية وجودية".

 وهنا نصل للنقطة الأهم…

النصيحة العملية الأولى في استراتيجية التعامل هي "تسمية الوحش".

 بمجرد أن تشعر بارتفاع الحرارة في جسدك وتسارع الأفكار السوداوية، قل لنفسك بصوت مسموع أو داخلي: "أنا الآن أعاني من اختطاف عاطفي، عقلي المنطقي مغلق".

هذا الاعتراف البسيط يعيد جزءًا من الدم إلى الفص الجبهي.

لا تحاول حل المشكلة وأنت في هذه الحالة.

 الاستراتيجية الذكية هي "التأجيل التكتيكي".

لا ترسل الإيميل، لا تتخذ قرار البيع أو الشراء، لا ترد على الكلمة الجارحة.

اعتبر نفسك في حالة "تسمم مؤقت" تمنعك من القيادة بسلامة.

وهنا نصل للنقطة الأهم…

ما لا يخبرك به أحد أن العقل يكره الفراغ والغموض.

 عندما لا تملك معلومات كافية (مثل رسالة المدير الغامضة)، يقوم عقلك فورًا بملء الفراغات بـ "أسوأ سيناريو ممكن".

 لماذا الأسوأ؟

 لأن هذا كان يحمي أجدادنا.

 افتراض أن الحركة بين الأشجار هي "أسد" (حتى لو كانت أرنبًا) يبقيك حيًا.

 لكن اليوم، افتراض أن صمت زوجتك هو "رغبة في الانفصال" (بينما هي متعبة فقط) يدمر حياتك.

استراتيجيتنا هنا هي استبدال "التهويل" (Catastrophizing) بـ "الفضول".

 بدل أن تحكم، اسأل. وهنا نصل للنقطة الأهم…

ب/ التنفيذ: الفجوة المقدسة بين المثير والاستجابة

الحقيقة أننا لا نملك السيطرة على ما يحدث لنا (المثير)، لكننا نملك السيطرة الكاملة على كيفية تفاعلنا معه (الاستجابة).

المبالغة في رد الفعل تحدث عندما تلتصق الاستجابة بالمثير، فلا يكون هناك أي وقت للتفكير.

التنفيذ العملي للتحكم في النفس يكمن في توسيع هذه "الفجوة الزمنية".

 كل ثانية تنجح في تأخير رد فعلك فيها، هي انتصار لعقلك الحكيم على عقلك البدائي. وهنا نصل للنقطة الأهم…

لنتخيل موظفة تلقت نقدًا لاذعًا من عميل أمام زملائها.

 الغريزة الأولى: الدفاع عن النفس، الهجوم المضاد، أو البكاء (مبالغة في رد الفعل). التنفيذ الواعي: هي تشعر بالألم، لكنها تطبق تقنية "التنفس الصندوقي" (4 ثوانٍ شهيق، 4 ثوانٍ حبس، 4 ثوانٍ زفير).

هذا التنفس يرسل رسالة للجهاز العصبي: "نحن لسنا في خطر، لا يوجد أسد هنا".

 في تلك الثواني القليلة، تستعيد قدرتها على التفكير: "العميل غاضب من السياسات وليس مني شخصيًا".

 فتخرج برد هادئ يمتص غضبه.

اقرأ ايضا: هل عقلك يعطلك دون أن تشعر؟… اكتشف كيف تعيد برمجته وتصنع واقعًا جديدًا

هي هنا لم تلغِ مشاعرها، بل أدارتها.

وهنا نصل للنقطة الأهم…

النصيحة العملية الفعالة هي استخدام قاعدة "الـ 10-10-10".

عندما تشعر برغبة ملحة في الانفجار أو اتخاذ قرار متهور، اسأل نفسك: كيف سأشعر تجاه هذا التصرف بعد 10 دقائق؟ وبعد 10 أشهر؟

 وبعد 10 سنوات؟

بعد 10 دقائق: سأشعر براحة مؤقتة لتفريغ الغضب (مكافأة زائفة).

بعد 10 أشهر: سأشعر بالندم لأنني خسرت عميلاً أو صديقًا.

بعد 10 سنوات: لن أتذكر الموقف أصلًا، لكن الآثار السلبية قد تبقى.

ج/ أدوات وأمثلة: التحيزات التي تخدعنا يومياً

ما لا يخبرك به خبراء الاقتصاد التقليديون أن قراراتنا المالية والحياتية لا تحكمها الأرقام بقدر ما تحكمها "التحيزات المعرفية." (Cognitive Biases) هذه التحيزات هي اختصارات عقلية يستخدمها الدماغ لتوفير الطاقة، لكنها غالبًا ما تقودنا لـ المبالغة في رد الفعل.

 أشهر هذه الأدوات الخادعة هو "تحيز السلبية"  (Negativity Bias) .
 عقلك مصمم ليعطي وزناً للأحداث السلبية 3 أضعاف الأحداث الإيجابية.

 وهنا نصل للنقطة الأهم…

لنتأمل مثالًا لصانع محتوى نشر فيديو وحصل على 100 تعليق إيجابي وتعليق واحد مسيء.

عقله سيتجاهل المئة ويركز بـ "ليزر" حارق على التعليق المسيء، وسيبالغ في رد الفعل (قد يقرر التوقف عن النشر!).

 الأداة العملية هنا هي "سجل الأدلة".

 واجه عقلك بالورقة والقلم: اكتب الإيجابيات في عمود والسلبيات في عمود.

 رؤية الحقائق مجردة على الورق تكسر وهم التهويل وتعيد الأمور لنصابها.

 الأرقام لا تكذب، لكن المشاعر تكذب كثيرًا.

 وهنا نصل للنقطة الأهم…

في مدونة رحلة، نؤمن بأن فهم الذات هو الرحلة الأهم في حياتك.

عندما نتحدث عن إدارة العقل، فنحن لا نقصد كبت المشاعر وتحويلك لروبوت، بل نقصد أن تكون أنت "قائد الرحلة" وليس مشاعرك المتقلبة.

 الوعي بأن ما تشعر به الآن هو "حالة كيميائية مؤقتة" وليس "حقيقة مطلقة" هو بداية الحرية.

 أدوات مثل التأمل، والكتابة اليومية، والوعي المالي السلوكي، كلها محطات في هذه الرحلة لتجعل عقلك حليفًا لك لا عدوًا يضخم المخاوف.

وهنا نصل للنقطة الأهم…

أسئلة يطرحها القرّاء

كثيرًا ما يصلنا هذا السؤال: "هل يعني التحكم في رد الفعل أن أصبح باردًا ولا أغضب أبدًا؟".

الإجابة القاطعة هي: لا.

الغضب شعور صحي وضروري، هو "جرس إنذار" يخبرك أن حدودك قد انتُهكت.

 المشكلة ليست في الشعور بالغضب، بل في المبالغة في رد الفعل السلوكي (الصراخ، التكسير، الانتقام).

الهدف هو أن تشعر بالغضب، تفهمه، ثم تعبر عنه بحزم وهدوء (Assertiveness) وليس بعدوانية. سؤال آخر: "هل الماضي يؤثر؟".

نعم، "الجروح القديمة" تجعلنا نبالغ.

 إذا تعرضت للخذلان في طفولتك، قد تبالغ في رد فعلك تجاه أي تأخير بسيط من صديق، لأن عقلك يربط الموقف الحالي بألم الماضي.

الوعي بهذا الرابط يفكك نصف المشكلة.

 وهنا نصل للنقطة الأهم…

النصيحة العملية في هذا السياق هي أداة "التحقق من الواقع"  (Reality Testing) .
 عندما تشعر برغبة في الانفجار، اتصل بصديق حكيم (وليس صديقًا عاطفيًا يشاركك الغضب).

 اشرح له الموقف واسأله: "هل رد فعلي مبالغ فيه؟".

 المرآة الخارجية الصادقة تساعدك على رؤية الزاوية العمياء التي يخفيها عنك غضبك.

 وهنا نصل للنقطة الأهم…

د/ أخطاء شائعة: محاولات الإطفاء التي تزيد النار اشتعالاً

الحقيقة أن الكثير من الناس يحاولون التعامل مع مشاعرهم الفياضة بطرق تزيد الطين بلة.

 الخطأ الأول والأشهر هو "الكبت"  (Suppression) .
محاولة دفن المشاعر والتظاهر بأن "كل شيء على ما يرام" تشبه ضغط كرة مطاطية تحت الماء؛

 ستبقى تحت الضغط لفترة، ثم تقفز في وجهك بقوة مضاعفة في أوقات غير متوقعة.

 المبالغة في رد الفعل غالبًا ما تكون نتيجة لتراكمات صغيرة لم يتم التعبير عنها في حينها، فانفجرت دفعة واحدة لسبب تافه (القشة التي قصمت ظهر البعير).

 وهنا نصل للنقطة الأهم…

تخيّل زوجًا يكبت انزعاجه من فوضى البيت لشهور "تجنبًا للمشاكل".

 في أحد الأيام، يجد الزوجة قد نسيت شراء الخبز، فينفجر غضبًا ويطلب الطلاق! هل الخبز هو السبب؟

 بالطبع لا.

 السبب هو "التراكم المكبوت".

 الخطأ هنا هو عدم معالجة المشاعر "بالتقسيط".

 النصيحة العملية هي "التنفيس الجزئي المستمر".

عبر عن انزعاجك أولاً بأول بكلمات مهذبة: "أنا منزعج قليلاً من كذا..".

 هذا يفرغ خزان الضغط ويمنع الانفجارات الكارثية.

 وهنا نصل للنقطة الأهم…

الخطأ الثاني الشائع هو "الشخصنة"  (Taking things personally).
 الاعتقاد بأن العالم يدور حولك، وأن تصرفات الناس موجهة ضدك.

 الحقيقة القاسية والمريحة في آن واحد هي: الناس لا يفكرون فيك بقدر ما تظن.

هم مشغولون بمشاكلهم، بصراعاتهم، وبألمهم الخاص.

المدير الذي لم يلقِ عليك التحية ليس لأنه يكرهك، بل ربما لأنه يعاني من صداع نصفي.

 زميلك الذي قاطعك في الاجتماع ربما يحاول إثبات نفسه لأنه خائف من الطرد.

 الخروج من "مركزية الذات" هو الترياق الأقوى ضد المبالغة في رد الفعل .

 وهنا نصل للنقطة الأهم…

ما لا يخبرك به أحد أن "الجوع والتعب" هما المحفزان الخفيان لأغلب مشاكلنا.

 هناك مصطلح يسمى (Hanger) أي الغضب الناتج عن الجوع.

 عندما ينخفض سكر الدم، يفقد الفص الجبهي قدرته على التحكم في اللوزة الدماغية.

 خطأ شائع جدًا هو الدخول في نقاشات شائكة (مالية أو عائلية) وأنت جائع أو محروم من النوم. أنت هنا تدخل المعركة بلا درع.

القاعدة الذهبية: لا نقاشات مصيرية بعد الساعة 10 مساءً، ولا قرارات وأنت جائع. أصلح بيولوجيتك قبل أن تصلح نفسيتك.

وهنا نصل للنقطة الأهم…

هـ/ قياس النتائج: كيف تعرف أنك روضت الوحش؟

الحقيقة أن النجاح في إدارة ردود الأفعال لا يعني أنك ستتحول إلى راهب بوذي لا يهتز له جفن، بل يعني أن "مدة التعافي" لديك ستقل. المقياس الحقيقي ليس "ألا تغضب"، بل "كم من الوقت تحتاج لتعود لحالتك الطبيعية؟".

 في السابق، كان الموقف البسيط يفسد يومك كاملاً أو حتى أسبوعك.

 الآن، قد تغضب لمدة 15 دقيقة، ثم تعود لتوازنك وتكمل يومك بإنتاجية.

 تقليص "فترة التمرد العاطفي" (Refractory Period) هو الدليل الدامغ على تحسنك.

 وهنا نصل للنقطة الأهم…

لنتأمل حالتك قبل وبعد: كنت سابقًا ترسل رسائل غاضبة تندم عليها فورًا.

 الآن، تكتب الرسالة، تحفظها في المسودات، وفي الصباح تمسحها وتبتسم لأنك نجوت من فخ عقلك.

 هذا الانتصار الصغير هو خطوة عملاقة في طريق النضج.

 القياس يكون أيضًا بمراقبة "جودة علاقاتك".

 هل قلت المشاجرات الدرامية؟

 هل أصبح الناس يشعرون بالأمان أكثر في الحديث معك لأنهم لا يخافون من انفجارك المفاجئ؟

 الثقة التي يبنيها الآخرون في "ثباتك الانفعالي" هي أعظم عائد استثماري ستحصل عليه.

وهنا نصل للنقطة الأهم…

النصيحة العملية للقياس هي "تدوين المحفزات"  (Trigger Journaling) .
 خصص دفترًا صغيرًا تسجل فيه المواقف التي جعلتك تبالغ في رد الفعل:

ما هو الموقف؟ (حقائق فقط).

ما هي القصة التي رويتها لنفسي؟ (تفسيري).

كيف كان رد فعلي؟

كيف سأتصرف المرة القادمة؟
مراجعة هذا الدفتر شهريًا ستكشف لك "أنماطًا" (Patterns) واضحة.

ربما تكتشف أنك تبالغ فقط عندما يتم انتقادك، أو عندما تشعر بالتجاهل.

 معرفة النمط هي نصف الحل.

وهنا نصل للنقطة الأهم…

أخيرًا، تذكر أن الله سبحانه وتعالى مدح "الكاظمين الغيظ" ولم يقل "الفاقدين للغيظ".

 الكظم فعل إرادي وقوي يدل على وجود طاقة هائلة تم توجيهها والسيطرة عليها، لا إلغاؤها.

والشريعة علمتنا الوضوء وتغيير الوضعية (من الوقوف للجلوس) عند الغضب، وهي استراتيجيات جسدية (Physiological) لكسر حلقة "اختطاف اللوزة" قبل أن يكتشفها العلم الحديث بقرون.

 استخدامك لهذه الأدوات الروحانية والنفسية يمنحك القوة لتكون سيد نفسك، لا عبدًا لردود أفعالك.

 وهنا نصل للنقطة الأهم…

و/ وفي الختام:

 أنت لست مشاعرك.. أنت المراقب لها

في ختام هذه الرحلة العميقة، نعود للحقيقة البسيطة: عقلك جهاز رائع للحماية، لكنه مدير سيء للعلاقات والقرارات الحديثة.

 المبالغة في رد الفعل هي مجرد محاولة بدائية من هذا العقل لحمايتك من خطر لم يعد موجودًا بشكله القديم.

الحرية الحقيقية تكمن في تلك اللحظة الخاطفة بين ما يحدث لك وبين ما تفعله حيال ذلك.

في تلك المساحة الصغيرة يكمن نموك، وحكمتك، وسلامك الداخلي.

لا تحارب مشاعرك، بل رحب بها كضيوف، لكن لا تسمح لها بالجلوس على كرسي القيادة.

ابدأ اليوم بتمرين بسيط: في المرة القادمة التي تشعر فيها بالدم يغلي في عروقك، خذ نفسًا عميقًا، وابتسم، وقل لعقلك: "شكرًا لمحاولتك حمايتي، لكننا لسنا في الغابة، وهذا مجرد إيميل".

 جرب هذا السحر الصغير، وراقب كيف يتحول الوحش إلى أليف.

إخلاء مسؤولية: هذا المحتوى تثقيفي وتوعوي يهدف لتعزيز الصحة النفسية والذكاء العاطفي، ولا يُعتبر بديلًا عن العلاج النفسي المتخصص.

 إذا كنت تعاني من نوبات غضب لا يمكن السيطرة عليها أو تؤدي لإيذاء النفس أو الآخرين، يرجى طلب المساعدة من مختص فورًا.

اقرأ ايضا: لماذا نعود لنفس الخطأ؟… السر الخفي في طريقة عمل العقل

هل لديك استفسار أو رأي؟

يسعدنا دائمًا تواصلك معنا! إذا كانت لديك أسئلة أو ملاحظات، يمكنك التواصل معنا عبر صفحة [اتصل بنا] أو من خلال بريدنا الإلكتروني، وسنحرص على الرد عليك في أقرب فرصة ممكنة .

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال